فصل: (سورة الرعد: الآيات 2- 4)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الرعد:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة الرعد: آية 1]

{المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ} [1]

.الإعراب:

{المر} حروف مقطّعة لا محلّ لها، {تلك} اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ، والاشارة إلى آيات القرآن كلّها أو إلى آيات السورة... واللام للبعد والكاف للخطاب {آيات} خبر مرفوع {الكتاب} مضاف إليه مجرور الواو عاطفة {الذي} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {أنزل} فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل هو إلى حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {أنزل}، {من ربّك} جارّ ومجرور متعلّق بـ {أنزل}، والكاف ضمير مضاف إليه {الحقّ} خبر المبتدأ الموصول الواو عاطفة {لكنّ} حرف استدراك ونصب- ناسخ- {أكثر} اسم لكنّ منصوب {النّاس} مضاف إليه مجرور {لا} نافية {يؤمنون} مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة: {تلك آيات...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {الّذي أنزل... الحقّ} لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: {أنزل إليك...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {لكنّ أكثر...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الذي أنزل... الحقّ.
وجملة: {لا يؤمنون...} في محلّ رفع خبر لكنّ.

.الفوائد:

- ذكرنا رأينا فيما سبق، حول افتتاح بعض السور بمثل هذه الحروف فعد إليه في مظانه.

.[سورة الرعد: الآيات 2- 4]

{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)}

.الإعراب:

{اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {الّذي} موصول خبر، {رفع}، فعل ماض، والفاعل هو {السّموات} مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة {بغير} جارّ ومجرور حال من السموات أي خالية عن عمد، {عمد} مضاف إليه مجرور {ترونها} مضارع مرفوع.. والواو فاعل، وها ضمير مفعول به، {ثمّ} حرف عطف {استوى} مثل رفع والفتح مقدّر على الألف {على العرش} جارّ ومجرور متعلّق بـ {استوى}، الواو عاطفة في الموضعين {سخّر الشّمس} مثل رفع السموات {القمر} معطوف على الشمس بالواو منصوب {كلّ} مبتدأ مرفوع، {يجري} مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو {لأجل} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يجري}، {مسمّى} نعت لأجل مجرور، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف {يدبّر} مضارع مرفوع، والفاعل هو أي اللّه {الأمر} مفعول به منصوب {يفصّل الآيات} مثل يدبّر الأمر، وعلامة نصب المفعول الكسرة {لعلّكم} حرف ترجّ ونصب- ناسخ- و{كم} ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ {بلقاء} جارّ ومجرور متعلّق بـ {توقنون}، {ربّكم} مضاف إليه مجرور.. وكم ضمير مضاف إليه {توقنون} مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة: {اللّه الذي رفع...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {رفع...} لا محلّ لها صلة الموصول {الّذي}.
وجملة: {ترونها...} في محلّ نصب حال من السموات.
وجملة: {استوى...} لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع..
وجملة: {سخّر...} لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع..
وجملة: {كلّ يجري...} في محلّ نصب حال من مفعول سخّر.
وجملة: {يجري...} في محلّ رفع خبر المبتدأ {كلّ}.
وجملة: {يدبّر...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يفصّل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لعلّكم... توقنون} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {توقنون} في محلّ رفع خبر لعلّكم.
الواو عاطفة {هو الّذي مدّ الأرض} مثل اللّه الذي رفع السموات..
الواو عاطفة {جعل} مثل رفع في حرف جرّ وها ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {جعل}، {رواسي} مفعول به منصوب {أنهارا} معطوف على رواسي بالواو الواو عاطفة {من كلّ} جارّ ومجرور متعلّق بـ {جعل}، {الثمرات} مضاف إليه مجرور {جعل} مثل رفع {فيها} مثل الأول متعلّق بـ {جعل}، {زوجين} مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء {اثنين} نعت لزوجين منصوب مثله وهو ملحق بالمثنّى {يغشي} مضارع، مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل هو أي اللّه {الليل} مفعول به منصوب {النهار} مفعول به ثان {إنّ} حرف مشبّه بالفعل {في} حرف جرّ {ذلك} اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ.. واللام للبعد، والكاف للخطاب اللام للتوكيد {آيات} اسم إنّ منصوب، وعلامة النصب الكسرة {لقوم} جارّ ومجرور متعلّق بنعت لآيات {يتفكّرون} مثل توقنون.
وجملة: {هو الّذي...} لا محلّ لها معطوفة على جملة اللّه الذي رفع..
وجملة: {مدّ...} لا محلّ لها صلة الموصول {الّذي}.
وجملة: {جعل...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {جعل} الثانية... لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل الأولى.
وجملة: {يغشي...} في محلّ نصب حال من فاعل مدّ.
وجملة: {إنّ في ذلك لآيات...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يتفكّرون...} في محلّ جرّ نعت لقوم.
الواو عاطفة {في الأرض} جارّ ومجرور متعلّق بخبر محذوف {قطع} مبتدأ مؤخّر مرفوع {متجاورات} نعت لقطع مرفوع الواو عاطفة في المواضع الأربعة الآتية {جنّات،زروع، نخيل} ألفاظ معطوفة على قطع بحروف العطف مرفوعة {من أعناب} جارّ ومجرور متعلّق بنعت لجنّات {صنوان} نعت لنخيل مرفوع {غير} معطوف على صنوان بالواو مرفوع {صنوان} مضاف إليه مجرور {يسقى} مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي ما ذكر من الجنّات والزروع والنخيل {بماء} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يسقى}، {واحد} نعت لماء مجرور الواو عاطفة {نفضّل} مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم {بعضها} مفعول به منصوب وها مضاف إليه {على بعض} جارّ ومجرور متعلّق بـ {نفضّل}، {في الأكل} جارّ ومجرور متعلّق بحال من بعضها {إنّ في ذلك... يعقلون} مثل إن في ذلك... يتفكّرون.
وجملة: {في الأرض قطع...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
وجملة: {يسقى...} في محلّ رفع نعت لما ذكر من الأنواع.
وجملة: {نفضّل...} لا محلّ لها معطوفة على جملة في الأرض قطع.
وجملة: {إنّ في ذلك...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يعقلون...} في محلّ جرّ نعت لقوم.

.الصرف:

{عمد}، جمع عماد- على غير قياس- لأنّ قياسه أن يجمع على عمد بضمّتين، اسم جامد للحجر على أيّ شكل كان، ويجوز أن يكون عمد- بفتحتين- اسم جمع.
{رواسي}، جمع رأس، اسم للجبل، وهو في الأصل اسم فاعل من رسا الناقص، وزنه فاعل، وقد حذف حرف العلّة لأنه اسم منقوص لالتقاء الساكنين، وبدون حذف الراسي فيه إعلال بالقلب لأنّ لام الكلمة واو من فعل رسا يرسو، أصله الراسو بكسر السين.. ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.
{قطع}، انظر الآية [27] من سورة يونس.
{متجاورات}، جمع متجاورة، مؤنّث متجاور، اسم فاعل من تجاور الخماسيّ، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
{زرع}، اسم للمزروع جاء على لفظ المصدر، وزنه فعل بفتح فسكون.
{صنوان}، جمع صنو اسم بمعنى الأخ الشقيق أصلا، وهنا فرع النخلة، وزنه فعل بكسر الفاء وفتحها، وله جمع آخر هو أصناء.

.البلاغة:

(1) الاستعارة: في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ} أي دعائم، والمراد هنا قدرة الله تعالى، وهو الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض، فيكون العمد على هذا استعارة.
(2) نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى: {بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها} أي رفع السموات خالية من العمد، فالوجه انتفاء العمد والرؤية جميعا فلا رؤية ولا عمد.

.الفوائد:

- قوله في الآية الثالثة: {جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} يتردد ذكر الزوجية في القرآن الكريم، سواء في عالم الإنسان أو عالم النبات. وفي ذلك ما فيه من الأدلة القطعية على وجود الإله القادر العالم المنظم لشؤون هذا الكون، وقد قال أحد الفلاسفة المعاصرين: إن وجود الزوجية في الأحياء لدليل على وجود الله، وأعظم من ذلك دلالة وجودها في النبات الذي لا يعقل ولا يفكر. وإنما يخضع لقوانين تملى عليه من الخالق المبدع، ولا يمكن أن توجد بالمصادفة في حال من الأحوال.